الدور الأمني للعمل التطوعي
الدفاع المدني لا يعني فقط إطفاء الحرائق وإنقاذ المصابين , بل هو مصطلح اجتماعي أمني ذو أبعاد متعددة, ولذلك فإنه بمفهومه الشامل يعني:” مجموعة من الإجراءات والأعمال اللازمة لحماية السكان والممتلكات العامة والخاصة من أخطار الحريق والكوارث والحروب والحوادث المختلفة وإغاثة المنكوبين وتأمين سلامة المواصلات والاتصالات وسير العمل في المرافق العامة وحماية مصادر الثروة الوطنية في زمن السلم وحالات الحرب والطوارئ ” (نظام الدفاع المدني 1406هـ: م1).
وهذا المفهوم يتضمن حماية الأرواح والممتلكات الخاصة والعامة , ومن ذلك كل إجراءات منع الجريمة والانحراف والوقاية منهما والتي هي من مسؤولية جميع مؤسسات المجتمع, والوعي بهذا المفهوم الشامل يدفع بجهود المواطنين من خلال التطوع للتساند والتعاضد والتعاون المخلص لمواجهة الجريمة بكافة صورها وأشكالها والحيلولة دون اتساع انتشارها، وبلوغ أثارها جميع أفراد المجتمع بانعكاسات سلبية تمس أيضا النشاطات الثقافية والاجتماعية والاقتصادية للمجتمع بأسره (المرواني, نايف).
ولهذا نجد القائمين على الأمن في مختلف مواقعهم يهتمون بالعمل التطوعي للجمهور كقيمة عملية تجسد أهمية التعاون والمشاركة سواء كانت وقت الأزمات والكوارث أو غيرها أو وقت السلم والهدوء، وكيفية الإبلاغ عن الجرائم ، وما الأساليب التي يجب أن يتخذها حين وقوع حادث ما .
ومن أجل توسيع وتعميق التعاون والتفاهم المشترك بين أجهزة الأمن والجمهور لابد من زيادة الفرص التي تحقق التفاعل بين الأفراد والمؤسسة الأمنية بما يحقق للعمل التطوعي دوراً أمنياً ملموساً, ومن ذلك :
1- إشراك الجمهور في بعض الأنشطة الأمنية ، وذلك في بعض المهام كأعمال المرور والدفاع المدني ، ويتم تعريفهم ميدانياً على طبيعة هذه الأعمال بما يساهم في تنمية الشعور بالمسؤولية الاجتماعية لديهم, والرغبة بتقديم الخدمة التطوعية .
2- إشراك رجال الأمن في البرامج الاجتماعية التي تهم الجمهور ، لكي تتسع مساحة التفاهم بينهم وبين الناس .
3- انخراط رجال الأمن في الجمعيات المختلفة للمواطنين كالجمعيات الاجتماعية والتطوعية ، والقيام بدور ملموس ، ليتبين بأن لرجل الأمن أدوار أخرى غير دوره التقليدي المعروف.
4- إعطاء أفراد المجتمع دور أمني في حياتهم من خلال ما يسمى ( بالشرطة المجتمعية) وهي التي بجميع عناصرها إلى جانب رجال الأمن ، المواطنين والمؤسسات الرسمية أو التنظيمات الشعبية ذات الدور في تحقيق الأمن مثل الأسرة والجمعيات التطوعية والمدارس والجامعات وجمعيات أصدقاء الشرطة.
التطوع بأعمال الدفاع المدني بالمملكة العربية السعودية
أولا: ( قبل صدور نظام الدفاع المدني )
كان العمل التطوعي قبل صدور نظام الدفاع المدني يقوم على الاجتهادات والتنظيمات والقرارات الداخلية في المديرية العامة للدفاع المدني حيث لم يكن هناك مستند نظامي أو لائحة تنظّم العمل التطوعي وفق إطار قانوني كأرضية صلبة لضمان سلامة الإجراءات والتنظيمات لهذا العمل. وأن ما هو واقع آنذاك مجرد قرارات داخلية يتم اتخاذها لمعالجة العمل التطوعي حسب متطلبّات العمل في حينه.
ثانياً: ( بعد صدور نظام الدفاع المدني )
بعد صدور نظام الدفاع المدني بالمرسوم الملكي رقم م/10 وتاريخ 10/5/1406هـ بدأت أعمال الدفاع المدني تأخذ الصبغة القانونية، ومن ضمن هذه الأعمال ما يخص العمل التطوعي الذي حـدّد فـي الفقرة (ب) من المـادة الأولى أن من مهام الـدفاع المدني:إعداد المتطوعين للقيام بأعمال الدفاع المدني، وأيضاً حدّد في الفقرة (ج) من المادة الثالثة بأن يعتمد في تنفيذ أعمال الدفاع المدني المنصوص عليها في المادة الأولى من النظام على المتطوّعين في الدفاع المدني، وأيضاً حدّدت الفقرة (و) من المادة التاسعة بأن يختصّ مجلس الدفاع المدني في إصدار اللوائح اللازمة لتنظيم أعمال المتطوّعين وتحديد شروطهم وحقوقهم وواجباتهم، كما تضمّنت المادة (الثامنة عشر) من هذا النظام أن كل شخص ولو لم يكن متطوّعاً يعتبر مسئولاً عن تقديم المساعدة الممكنة، واللازمة لعمليات الدفاع المدني في الحالات التي تدعو لها الضرورة
ومن خلال الدروس المستفادة نتيجة مشاركة المتطوعين في أعمال الدفاع المدني خلال أزمة الخليج الثانية عام 1411هـ، وكذلك من خلال مشاركتهم في مواسم الحج مع المديرية العامة للدفاع المدني التي كانت بداياتها منذ عام 1407هـ, فقد تم إعداد الدراسات اللازمة والتي تحقق من خلالها إصدار ( لائحة المتطوّعين لأعمال الدفاع المدني بالمملكة العربية السعودية ) المعتمدة من صاحب السمو الملكي النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية رئيس مجلس الدفاع المدني بموجب القرار رقم 12/2/و/1/دف وتاريخ 15/01/1422هـ. والتي روعي في موادها التسعة عشر إلى التعارف الأساسية، وشروط القبول، وتصنيف المتطوّعين، ومجالات المشاركة، والتدريب، والالتزامات والحقوق والمزايا، والزي الرسمي للمتطوّع، وغير ذلك من المواد التي تنظّم شئون المتطوّعين.
ونظراً لأهمية الاستفادة من المتطوّعين بالمشاركة مع المديرية العامة للدفاع المدني في مواجهة الحوادث التي تتطلّب تنفيذ أعمال الدفاع المدني بمفهومه الشامل خصوصاً المتطوّرة منها التي قد تتطلّب الحاجة إلى المزيد من الأعداد البشرية للتعامل مع الحدث وتداعياته .. فقد أعدّت المديرية العامة للدفاع المدني خطة عامة بمسمى (خطة استقبال وتشغيل المتطوّعين) بهدف تنظيم الاستفادة من هذه الفئة أثناء المواجهة.
شروط قبول المتطوعين :-
يشترط في قبول المتطوع ما يلي:
1.أن يكون سعودي الجنسية ( ويجوز قبول غير السعودي وفق شروط يحددها وزير الداخلية رئيس مجلس الدفاع المدني).
2.أن يكون لائقاً طبياً للقيام بأعمال الدفاع المدني.
3.أن لا يقل عمره عن (18) ثمانية عشر عاماً ولا يزيد عن (60) ستين عاماً.
4.أن لا يتعارض عمله الأساسي مع عملة التطوعي.
5.إحضار صحيفة خلو سوابق.
للتقديم على التطوع اضغط هنا